ﻗﺻﺔ ﻧﺟﺎح

 

اﻟﺣﺎج ﻋﯾﺳﻰ اﻟﻧﺳك – أﺑو ﻋﺑﯾد (أطﺎل ﷲ ﻓﻲ ﻋﻣره ) ﺣﻘﻖ ﻣﺳﺗوى ﻋﺎﻟﯾًﺎ ﻣن اﻟﻧﺟﺎح ؛ ﻷﻧﮫ ﺧﻠﻖ اﻟﻔرص ﻟﻧﻔﺳﮫ ، و ﺗﻣﺳك ﺑﻣﺎ ﻛﺎن ﻓﻲ ﻣﺗﻧﺎول ﯾدﯾﮫ، و ﺗﻣﯾز ﺑﺎﻟﺻﺑر واﻹﯾﻣﺎن وﺑﺎاﻹرادة و ﺣب اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ و اﻟﺑر ﺑﺎﻟواﻟدﯾن ، ﻛﻣﺎ ﻗﺎم ﺑﺗﺣﺳﯾن ﻛل ﻣﺎ ﻟدﯾﮫ ، وﺑﻧﻰ ﻛﯾﺎن أﻛﺑر ﻣﻣﺎ

ﯾﻣﻛن ﺗﺧﯾﻠﮫ ﻣن اﻟﻌدم .

 

كونه إبن ﻟواﻟدﯾن ﻛﻔﯾﻔﯾن ﻓﻲ أﺳرة ﻓﻘﯾرة ، ﺑدأ ﻣن ﺑداﯾﺎت ﻣﺗواﺿﻌﺔ و ﻣﻌدوﻣﺔ ﺗﻘرﯾﺑًﺎ . وﻷﻧﮫ ﻛﺎن اﻻﺑن اﻟوﺣﯾد ﻟﮭﻣﺎ ، ﻓﻘد ﺗﺟﺎوز ﻣﺑدأ واﺟب ﻣﺳﺎﻋدة واﻟدﯾﮫ رﻏﺑﺎﺗﮫ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﻣﺗﺎع ﺑﻣرﺣﻠﺔ اﻟطﻔوﻟﺔ ﻛﺳﺎﺋر أﻗراﻧﮫ ، ﻓﻔﻲ اﻟﺻﺑﺎح ﯾﺗوﺟﮫ ﻟطﻠب اﻟﻌﻠم ، و ﯾﺑﺎﺷر اﻷﻋﻣﺎل

ﻓور ﻋودﺗﮫ ﻣن اﻟﻣدرﺳﺔ ؛ ﻟﻛﺳب ﻗوت ﯾوم أﺳرﺗﮫ ، ﻓﻔﻲ ﺳن اﻟﺳﺎدﺳﺔ ﻛﺎن ﯾذھب ﻟﻠﻣدرﺳﺔ ﺻﺑﺎﺣﺎ ﻓﺎرغ اﻟﯾدﯾن ﻣن طﻌﺎم أو ﻣﺻروف ، و ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻗوت ﯾوﻣﮫ اﻧطﻠﻖ إﻟﻰ ﻣﺷروﻋﮫ اﻟﺗﺟﺎري اﻷول ﻣﻊ أﺣد زﻣﻼء اﻟدراﺳﺔ ، ﺣﯾث ﺑدأ ﺑﺗﻐﻠﯾف اﻟﺗﻣر اﻟﺑﺻري ﺑﺈﻋﺎدة ﺗدوﯾر اﻷﻛﯾﺎس اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﯾﺟﻣﻌﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻣدرﺳﺔ ، ﺛم ﯾﻘوم ﺑﺑﯾﻊ ھذه اﻟﺗﻣور ﻋﻠﻰ أﻗراﻧﮫ ﺑﺳﻌر ﻣﻧﺎﻓس ﻟﻠﻣﻘﺻف اﻟﻣدرﺳﻲ ، و ﺑﻌد اﻟﻣدرﺳﺔ ﯾﺷد

رﺣﺎﻟﮫ ﻟﺟﻣﻊ ﻋﻠف اﻟﺣﯾواﻧﺎت ، و ﺑﯾﻌﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺟﺎر اﻟﻣواﺷﻲ ﻓﻲ اﻟﻘرﯾﺔ ، و ﺑذﻟك ﯾﻛﺳب ﻣﺑﻠﻐًﺎ ﺑﺳﯾطﺎ ﯾﺳد ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻧزﻟﮫ ﻟذﻟك اﻟﯾوم ، ﻛﻣﺎ ﻛﺎن

ﯾﺧﺻص ﯾوﻣﺎ ﻓﻲ اﻷﺳﺑوع ﻟﻠذھﺎب إﻟﻰ اﻟﺑﺣر ﻟﯾﻐﺗرف ﻣﻧﮫ ﺳﻣﻛﺎ ، ﻓﯾﺳد ﺣﺎﺟﺔ أﺳرﺗﮫ ﻟﻣدة أﺳﺑوع .

 

و ﻓﻲ اﻟﻌطل اﻟﺻﯾﻔﯾﺔ و ﻟﻣدة ﺛﻼﺛﺔ أﺷﮭر أﺧذ ﯾﻘﯾم ﻓﻲ ﻣﻧزل ﺧﺎﻟﺗﮫ ﻟﯾﻧﺿم ﻟﻠﻌﻣل ﻣﻊ إﺣدى ﺑﻧﺎﺋﯾن اﻟﻘرى اﻟﻣﺟﺎورة ، و ﻧظرا ﻟﺻﻐر سنه أوكلت إﻟﯾﮫ أﻋﻣﺎل ﺗﻛﺳﯾر اﻟﺣﺟﺎرة ﺑﺎﻟﻣطرﻗﺔ ، و ﺻﻧﻊ ﻣﺎ ﯾﻌرف اﻵن ” ﺑﺎﻟﻛﻧﻛري ” ، و ﻋﻧدﻣﺎ وﺻل إﻟﻰ اﻟﺻف اﻟراﺑﻊ أﺧذ ﯾﻘﺿﻲ إﺟﺎزﺗﮫ اﻟﺻﯾﻔﯾﺔ ﻋﺎﻣﻼ ﻓﻲ ﻓرﺷﺔ ﺑﺳﯾطﺔ ﻟﺑﯾﻊ اﻟﻔواﻛﮫ و اﻟﺧﺿروات ﻣﻊ أﺣد أﻗﺎرﺑﮫ ﻓﻲ ﺳوق اﻟﺧﺿﺎر ﺑﻣﻧطﻘﺔ ﻣدﯾﻧﺔ ﻋﯾﺳﻰ ، و ﺑﻣﺎ ﻛﺳب ﻣن ﺧﺑرة ﻓﻲ ﺳوق اﻟﺧﺿﺎر ﺷرع ﻓﻲ ﻓﺗﺢ ﻓرﺷﺗﮫ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻣﻧطﻘﺔ اﻟرﻓﺎع اﻟﺷرﻗﻲ ، و ﺑﻌد ﻓﺗرة ﺗﺑرع أﺣد رﺟﺎل اﻟﻘرﯾﺔ ( اﻟﺣﺎج أﺣﻣد ﻣﺎل ﷲ ) ﺑﻣﺑﻠﻎ 210 روبيه اي ﻣﺎ ﯾﻌﺎدل ۲۱ دﯾﻧﺎر ﺑﺎﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ « ﻟﺷراء ﺣﻣﺎرا ، ﻓﺻﻧﻊ ﻋرﺑﺔ ﺧﺷﺑﯾﺔ ، و أﺧذ ﯾﺳﺗﺧرج اﻟﻣﻠﺢ و ﯾﻧﻘﻠﮫ ﺑﮭﺎ ، و ﻗد ﺳﺎﻧده ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﺻدﻗﺎء ﺑدون ﻣﻘﺎﺑل ﻣﺎدي ، و ذﻟك ﺑﮭدف اﻻﺳﺗﻣﺗﺎع و اﻟﺗرﻓﯾﮫ ؛ ﻟﻠﺗﻧﻘل إﻟﻰ ﺧﺎرج اﻟﻘرﯾﺔ ، و ﻗد وﺻل

اﻻﻣﺗداد إﻟﻰ ﻗرﯾﺔ اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ ، ﻛﻣﺎ ﻋﻣل ﻓﻲ ﺗﺻدﯾر اﻟﻣﻠﺢ ﻟﻣﺻﻧﻊ ( اﻟﻣﯾﺷن و اﻟﺳﯾﻧﺎﻟﻛو واﻟﺑﯾﺑﺳﻲ)، ﺛم ﻋﻣل ﻓﻲ ﺑﯾﻊ اﻟﻣﺷروﺑﺎت اﻟﻐﺎزﯾﺔ ﻓﻲ ﻛﺷك ﺻﻐﯾر ﻣن اﻟﺳﻌف ، اﻟﺗﺣﻖ اﻟﺣﺎج ﻋﯾﺳﻰ ﺑﺛﺎﻧوﯾﺔ اﻟﺣورة ﺑﮭدف ﺗﺣﻘﯾﻖ ﺣﻠم واﻟده ﺑﺄن ﯾﻛون ﻣﻌﻠﻣﺎ ، و ﻓﻲ ﻋﺎﻣﮫ اﻷﺧﯾر ﻣن اﻟدراﺳﺔ ﺗرك اﻟﻣدرﺳﺔ ؛ ﺑﺳﺑب ظروف ﻗﺎھرة ﺑﺄﻣر ﻣن واﻟده ، و ﻟم ﯾﺳﺗطﻊ إﻧﮭﺎء اﻟﺛﺎﻧوﯾﺔ ﻣن ﺗﻌﻠﯾﻣﮫ ، ﺛم ﺗوﺟﮫ ﻟﻠﻌﻣل ﻓﺣﺎز ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺛﺔ ﺗدرﯾﺑﯾﺔ في بريطانيا ” ﻟﻧدن ” و ﻟﻛﻧﮫ رﻓﺿﮭﺎ ؛ ﻟﯾﺗﻣﻛن ﻣن رﻋﺎﯾﺔ واﻟدﯾﮫ اﻟﻛﻔﯾﻔﯾن ، و رﺷﺢ أﺣد زﻣﻼﺋﮫ ﻋوﺿﺎ ﻋﻧﮫ ، و اﺗﺟﮫ ﻟﻠﻌﻣل ﻣﻊ ( ﺣﺳن ﺣﺑﯾب ﻣﺣﻣود) ﻓﻲ ﻣﺷروع ﺧزاﻧﺎت ﺳﺗرة ، و ﻧظرا ﻹدراﻛﮫ ﻟﺑﻌض اﻟﻣﻔردات اﻹﻧﺟﻠﯾﻧزﯾﺔ اﻟﻣﮭﻣﺔ ﺗﻣت ﺗرﻗﯾﺗﮫ ﺑﺗوﺟﯾﮫ ﻣن أﺣد أﻓراد ﺷرﻛﺔ ﺑﺎﺑﻛو ، و اﺧﺗﯾﺎره ﻟﻠﻌﻣل ﻓﻲ اﻹﺷراف داﺧل ﺑﺎﺑﻛو ، و ﺑﻌد اﻻﻧﺗﮭﺎء ﻣن ﻣﺷروع ﺧزاﻧﺎت ﺳﺗره وعوالي ﻋﻣل ﻣﺳؤولا ﻓﻲ ﺻﯾﺎﻧﺔ اﻟﻣﺑﺎﻧﻲ اﻟﺳﻛﻧﯾﺔ ﻟﻠﺟﯾش اﻟرﯾطﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﺟﻔﯾر ﻣﻊ اﻟﺷرﻛﺔ اﻹﻓرﯾﻘﯾﺔ ، ﺛم اﻧﺗﻘل ﻟﻠﻌﻣل ﻓﻲ ﺷرﻛﺔ اﻟﻣﻧﯾوم اﻟﺑﺣرﯾن ( أﻟﺑﺎ ) ﻟﺻﺎﻟﺢ ﺷرﻛﺔ (ﻋﺑد اﻟﮭﺎدي اﻟﻌﻔو و وﯾم ﺑﻲ ) ﺑﻣﺳﻣﻰ ” اﻟﺗﻧدﯾل ” ، و ھو ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﻣﺷرف اﻟﻌﻣﺎل ﺣﺎﻟﯾًﺎ .

ﻋﻣل ﻓﻲ ﺷرﻛﺔ ﻧورﺑري ﻗروب ﻓﻲ ﻣﺣطﺔ ﺳﺗرة ﻟﺗﺣﻠﯾﺔ اﻟﻣﯾﺎه ﺑرﺗﺑﺔ ﻣﺷرف ﺗرﻛﯾب اﻟﻌوازل ﺑﻌد اﻻﻧﺗﮭﺎء ﻋﻣل ﻓﻲ ﺷرﻛﺔ آر ﺑﻲ ھﻠﺗون ﻟﻣدة 16 ﺳﻧﺔ ﻓﻲ ﺑﺎﺑﻛوا ﺑﻣﮭﻧﺔ ﻣﺳؤول أول ﻟﻠﺣرﯾﻖ و اﻟﺳﻼﻣﺔ.

ﻓﻲ ﺳﻧﺔ 1977 م ﺑدأ اﻟﺣﺎج ﻋﯾﺳﻰ اﻟﻧﺳك ( أﺑو ﻋﺑﯾد ) ﺑﻣﺷروﻋﮫ اﻟﺧﺎص ، و ﻛﺎن ﻋﺑﺎرة ﻋن ورﺷﺔ ﻧﺟﺎرة و ﻣﻘﺎوﻻت ﺑﻧﺎء ﺑﻔرﯾﻖ ﻋﻣل ﻣﻛون ﻣن ﺧﻣﺳﺔ أﺷﺧﺎص ﻣن اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ اﻟﮭﻧدﯾﺔ ، و ﻛﺎن ﯾوزﻋﮭم ﻋﻠﻰ ﻣواﻗﻊ اﻟﻌﻣل ﺑﻌد أذان اﻟﻔﺟر ، و ﯾﺧرج ﻟﻧﻘل اﻟﺛﻠﺞ ﻟﺻﯾﺎدي اﻟﺳﻣك ، ﺛم ﯾﻧﺗﻘل إﻟﻰ اﻟﻣﻧﺎﻣﺔ ﻟﻧﻘل اﻟﺛﻠﺞ ﻟﻌﻣﺎل اﻟﺷرﻛﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﻣل ﺑﮭﺎ ، و ﻛﺎن ﯾواﺟﮫ ﺻﻌوﺑﺔ ﺿرورة ﻣﺑﺎﺷرة ﻛﺎﻓﺔ اﻷﻋﻣﺎل ﺑﻧﻔﺳﮫ ؛ و ذﻟك ﻻﻓﺗﻘﺎر اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻟﻘدرة اﻟﻌﻣل دون ﺗوﺟﯾﮭﺎت ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻋﻣﻠﮫ ﻓﻲ ﺷرﻛﺔ أﺧرى ، ﺣﯾث ﻛﺎن ﯾﻌﻣل ﻣﺎ ﯾﻘﺎرب 16 ﺳﺎﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﯾوم و ﯾﻌود لكي يطئن على والديه ، ﻓﯾﺗرﻛﮭم ﻓﻲ رﻋﺎﯾﺔ زوﺟﺗﮫ و ﯾﻌود ﻟﻠﻌﻣل ، إذ ﻛﺎﻧت ﻣوﻛﻠﺔ ﻟﮫ ﻣﮭﻣﺔ ” ﻣﺳؤول اﻷﻣن و اﻟﺳﻼﻣﺔ ” و ﻋﻠﯾﮫ ﻣراﻗﺑﺔ اﻟﻌﻣﺎل و ﺗﺑدﯾل ﻓﺗرات اﻟﻌﻣل ﺑﯾﻧﮭم و ﺗﺳﻠﯾﻣﮭم ﺗراﺧﯾص اﻟﻌﻣل ، و ﻓﻲ ﻓﺗرة ﻋﻣﻠﮫ ﻣﻊ ﺷرﻛﺔ أﺟﻧﺑﯾﺔ ﻟﻣدة ﺳﻧﺗﯾن ﺗﻘرﯾﺑًﺎ اﺧﺗﺎره ﻣدﯾر اﻟﺷرﻛﺔ ﻟﻌﻣل إﺿﺎﻓﻲ ﺑﻌد اﻟدوام ﻣﻊ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﺷﺧﺎص ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎﻣﺔ و اﻟﻣطﺎر ﻟﻣﮭﻣﺔ ﺑﻧﺎء اﻟﺣﺎﺋط ( اﻟﻔﻧس ) ﻹﺣدى اﻟﻔﻧﺎدق و ﺻﺑﺎﻏﺗﮫ ، ﺛم اﻧﺗﻘل ﻟﻠﻌﻣل ﻓﻲ ﺑﺎﺑﻛو ، و واﺻل اﻟﻌﻣل ﻓﯾﮭﺎ ﺣﺗﻰ ﻋﺎم ﺗﻘﺎﻋده ﻓﻲ 1992 م ؛ ﻟﻠﺗرﻛﯾز ﻓﻲ ﺗطوﯾر ﺷرﻛﺗﮫ اﻟﺧﺎﺻﺔ ،

و ﻣن ﺷرﻛﺔ ﻧورﺑري ﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻟﮭوﻟﻧدي ( ھري ) اﻟذي دﻋﻣﮫ ، و ﻛﺎن اﻟﻣﺳﺑب ﻟﻧﻘطﺔ اﻟﺗﺣول اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﮫ .

ﻓﻘد ﺗﻌرف اﻟﺣﺎج ﻋﯾﺳﻰ اﻟﻧﺳك ( أﺑوﻋﺑﯾد ) ﻋﻠﻰ اﻟﮭوﻟﻧدي ( ھري ) ﻓﻲ ﻓﺗرة ﻋﻣﻠﮫ ﻓﻲ ﻣﺣطﺔ ﺳﺗرة ﻟﺗﺣﻠﯾﺔ اﻟﻣﯾﺎه ، و اﻟذي وﻛﻠﮫ ﺑﻣﮭﻣﺔ ﺑﻧﺎء اﻟﻌوازل ﻓﻲ ﻣﺣطﺔ ﺳﺗرة ﻓﻲ ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﺗﺑﻠﻎ ﺗﺳﻌﺔ أﺷﮭر ، رﻏم أن ﺗﻠك اﻟﻣﮭﻣﺔ ﺗﺳﺗﻐرق ﺳﻧﺔ ﻏﺎﻟﺑًﺎ ، و ﺗم ﺗوﻓﯾر اﻟﻣﻌدات اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﺳؤول و ﺗوﻓﯾر ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻔﻧﯾﯾن اﻷﺟﺎﻧب و اﻟﺑﺣرﯾﻧﯾن ﻟﻠﺑدء ﺑﺎﻟﻌﻣل ، و ﻗد ﺗﻌﺟب ( ھري ) ﻣن إﺧﻼﺻﮫ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل و إﺗﻘﺎﻧﮫ و سرعة إنجازه، إذ اﺳﺗﻐرق ﺳﺗﺔ أﺷﮭر ﻓﻘط ﻹﻧﺟﺎزھﺎ ، ﻓرﻏب ﺑﻣﻛﺎﻓﺄﺗﮫ ، ﻓﺄھداه ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻗطﻊ ﻣﻔﻛﻛﺔ ﻣن اﻟﻣﻌدات اﻟﻣﮭﻣﺔ ﻟﻔﺑرﻛﺔ اﻟﻣﻌﺎدن ( اﻟﻛﮭرﺑﺎﺋﯾﺔ و اﻟﯾدوﯾﺔ ) ، ﻓﺎﺳﺗﺄﺟر دﻛﺎﻧﯾن ﺻﻐﯾرﯾن ؛ ﻟﺗﺧزﯾن اﻷدوات و ﻟﻣدة ﺧﻣس أﻋوام ، و واﺻل اﻟﻌﻣل ﻟﺻﺎﻟﺢ ﺗﻠك اﻟﺷرﻛﺔ ﻓﻲ أﻟﺑﺎ و ﺑﺎﺑﻛو ، و ﺑﻌد ﻣدة ﻋرض ﻋﻠﯾﮫ ﻣدﯾر اﻟﺷرﻛﺔ ( ﺑوب ﺳﺗوري ) أن ﯾﻛون ﻛﻔﯾﻼ ﻟﺷرﻛﺔ آر ﺑﻲ ھﻠﺗون زوﺟﺗﮫ اﻟﺧﺎﺻﺔ ، و ﺑﻌد ﺷورى ﻟﻣن ﺣوﻟﮫ رﻓض اﻟﺣﺎج ﻋﯾﺳﻰ ھذا اﻟﻌرض ﻣﺗﺧوﻓًﺎ ﻣﻣﺎ ﻗد ﯾﺗرﺗب ﻋن ھذه اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ، ﻓﻌرض ﺑوب ﺳﺗوري ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺎج ﻋﯾﺳﻰ أن ﯾﻧﺷﺊ ﺳﺟل ﺷرﻛﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﮫ ، و ﻧظرا ﻷوﺿﺎﻋﮫ اﻟﻣﺎدﯾﺔ زوده ﺑوب ﺳﺗوري ﺑﻣﺑﻠﻎ اﻟﺗﺄﻣﯾن ، و ﺗم اﺳﺗﺧراج ﺳﺟل ﻣؤﺳﺳﺔ أﺑو ﻋﺑﯾد ﻟﻠﺗﺟﺎرة و اﻟﻣﻘﺎوﻻت ، و أﻓﺗﺗﺎح ورﺷﺔ اﻟﻧﺟﺎرة ﻓﻲ ﻗرﯾﺔ اﻟﻧوﯾدرات و ذﻟك ﻓﻲ ﻋﺎم 1977 م ، ﺛم اﺳﺗﺋﺟﺎر أرض ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺔ اﻟﻣﻌﺎﻣﯾر اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ و ﺑﻧﺎء ﻣﻛﺎﺗب اﻟﻣؤﺳﺳﺔ و ورﺷﮭﺎ ، و ﻗد وﺿﻊ ﺣﺟر اﻷﺳﺎس ﻟﮭﺎ ﺻﺎﺣب اﻟﻔﺿﯾﻠﺔ اﻟﻣرﺣوم اﻟﺷﯾﺦ ﻣﻧﺻور اﻟﺳﺗري ( ﻗدس ﺳره ) ﻓﻲ ﻋﺎم 1983م .

 

ﻓﻲ ﻋﺎم 1992 م ﺑﻌد ﺗﻘﺎﻋد اﻟﺣﺎج ﻋﯾﺳﻰ ﺑدأ ﻋﻣل اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣﻊ ﺷرﻛﺎت ﻋدة أھﻣﮭﺎ ﺷرﻛﺔ أﻟﻣﻧﯾوم اﻟﺑﺣرﯾن ( أﻟﺑﺎ ) ﺑﻌد اطﻼﻋﮭﺎ ﻋﻠﻰ إﻧﺟﺎزات اﻟﻣؤﺳﺳﺔ و أﻋﻣﺎل اﻟﺑﻧﺎء اﻟﺗﻲ ﺗم إﻧﺷﺎﺋﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻘرﯾﺔ ، ﻛﻣﺎ ﺗم اﻟﺗﻘدﯾم ﻟﻠﻌﻣل ﻣﻊ ﺷرﻛﺔ اﻟﺧﻠﯾﺞ ﻟﻠﺑﺗروﻛﯾﻣﺎوﯾﺎت ( ﺟﯾﺑك) اﻟﺗﻲ ﺑﺎﺷرت اﻹطﻼع ﻋﻠﻰ ﻣﻘر اﻟﺷرﻛﺔ اﻟﻛﺎﺋﻧﺔ ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺔ اﻟﻣﻌﺎﻣﯾر اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ و ﻣوظﻔﯾﮭﺎ ، و ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺟرأﺗﮫ و ﻣﺟﺎزﻓﺗﮫ ﺑﺄﺧذ ﻗروض ﻛﺑﯾرة ﻟﺷراء اﻷراﺿﻲ و ﺑﻧﺎﺋﮭﺎ و إﺳﺗﺛﻣﺎرھﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻌﻘﺎر ﻟﯾﺗﻣﻛن ﻣن اﻟﺗوﺳﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ، و ﻷﻧﮫ ﯾﻣﺗﻠك إﯾﻣﺎﻧًﺎ ﻛﺑﯾرا ﺑﺗدﺑﯾر ﷲ و ﺟزاء ﻟﮫ ﻋﻠﻰ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ﻟﻣن ﯾﺗﻌﺎﻣل ﻣﻌﮭم ﺑﻣﺧﺗﻠف ﺟﻧﺳﯾﺎﺗﮭم و أدﯾﺎﻧﮭم ، ﺣﺿت اﻟﺷرﻛﺔ ﺑﺳﻣﻌﺔ رﻓﯾﻌﺔ ﻟﮭﺎ ﺛﻘﻠﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺳوق اﻟﻣﺣﻠﻲ و ھذا ﻣﺎ ﻣﻊ ﻣﺷﺎرﯾﻊ ﻛﺑرى ﻟﻠدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣر ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺷرﻛﺔ و ﺧﺻوﺻﺎ : ﺷرﻛﺔ أﻟﻣﻧﯾوم اﻟﺑﺣرﯾن (أﻟﺑﺎ) ، و ﺷرﻛﺔ ﻧﻔط اﻟﺑﺣرﯾن ( ﺑﺎﺑﻛو ) إﺧﻼﺻﮫ اﻟﺧﻠﯾﺞ ﻟﻠﺑﺗروﻛﯾﻣﺎوﯾﺎت ( ﺟﯾﺑك) ، ﻛﻣﺎ اﻧطﻠﻖ ﻧﺣو اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻓﻛﺎن ﻟﻠﻣﺟﻣوﻋﺔ اﺳم ﻓﻲ ﻋدة دول ﻓﻲ ﺷراء اﻟﻣﺷﺗرﯾﺎت أھﻣﮭﺎ ﺗﺛﺑﺗﮫ اﻟﻌﻘود ، و ﺷرﻛﺔ اﻟﺳﯾراﻣﯾك ، ﻣن أھم ﺗﻠك اﻟدول ( اﻟﮭﻧد ، اﻟﺻﯾن ، اﻟﻌراق ، ﻗطر ، أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ ، إﯾران و اﻹﻣﺎرات ) ، ﻛﻣﺎ ﺗﻣت اﻟﺷراﻛﺔ ﻣﻊ ﺷرﻛﺔ ﺑروا اﻷﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ﻣﻣﺎ أﺿﺎف ﺳﻣﻌﺔ رﻓﯾﻌﺔ ﻟﻠﺷرﻛﺔ ﻓﻲ أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ ، و ﻣﻊ ﻣواﻛﺑﺔ اﻟﺗطور وﺻﻠت اﻟﺷرﻛﺔ ﻟﻣﺎ ھﻲ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﯾوم .

و ﺑﺳﺑب اﻟﺻﺑر واﻟﻌﻣل اﻟﺟﺎد واﻹﯾﻣﺎن ﺑﺎلله واﻟﻘﯾم اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﺷرع اﻟﺣﺎج ﻋﯾﺳﻰ ﺗدرﯾﺟﯾﺎً ﻓﻲ رﺣﻠﺔ ﻟﺗﻘدﯾم اﻷﻓﺿل ﻟﻌﺎﺋﻠﺗﮫ ، ﻟﻘد بنى إمبراطورية من لا شيئ ، و ﺷﺟﻊ أﺑﻧﺎﺋﮫ و ﺑﻧﺎﺗﮫ ﻋﻠﻰ ﻣواﺻﻠﺔ ﺗﻌﻠﯾﻣﮭم ، و ﺑﺗﺷﺟﯾﻌﮫ ﺣﺻل أﻓراد ﻋﺎﺋﻠﺗﮫ ﻋﻠﻰ أﻓﺿل ﺗﻌﻠﯾم ﯾﻣﻛن أن ﯾﺣﺻﻠوا ﻋﻠﯾﮫ وﺳرﻋﺎن ﻣﺎ اﻧﺿﻣوا إﻟﻰ ﻣﺷﺎرﯾﻌﮫ ودﻋﻣوا اﻟرﺟل اﻟذي ﻗﺿﻰ ﺣﯾﺎﺗﮫ ﻛﻠﮭﺎ ﻓﻲ ﺑﻧﺎء إﻣﺑراطورﯾﺔ ﻣن أﺟل ﺗزوﯾد ﻋﺎﺋﻠﺗﮫ وﺑﻠده ﺑﺄﻛﺑر ﻗدر ﻣﻣﻛن ﻣن اﻟﺣﯾﺎة ، وﻟم ﯾﻧﺳﻰ أﺑدًا أﻧﮫ ﻛﺎن ﻓﻲ ﯾوم ﻣن اﻷﯾﺎم ﻓﻘﯾرا وﻣﺣﺗﺎﺟﺎ ، ﻟذﻟك ﺷﻌر ﺑواﺟﺑﮫ ﺗﺟﺎه وطﻧﮫ و ﻣﺟﺗﻣﻌﮫ .